فلان، إنّ الجنة لا
يدخلها عجوز!)، فبكت المرأة، لأنها أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها a أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزاً، بل شابة حسناء، وتلا
عليها قول الله تعالى في نساء الجنة:﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرباً أتراباً ﴾ (الواقعة: 35 ـ37)[1]
قال: ألا يمكن أن
تتكهن بتأثير هذه المزحة في المرأة؟
قلت: لا شك أنها
ملأتها فرحا وسرورا، فقد علمتها علما، وبشرتها بشارة، وكل ذلك في قالب مضحك مله.
قال: فقد كان a لا يكتفي بالصدق فقط في مزاحه، بل يجعل من مزاحه تعليما.
قال آخر، والضحك
يسبق حديثه: وجاء رجل يسأله أن يحمله على بعير، فقال له a:(لا أحملك إلا على ولد الناقة!) فقال: يا رسول الله، وماذا
أصنع بولد الناقة؟! ـ انصرف ذهنه إلى الحُوار الصغير ـ فقال a:(وهل تلد الإبل إلا النوق؟)[2]
ضحكنا جميعا لحديثه،
فقال آخر: أما أنا فأحدثكم حديث زيد بن أسلم وهوأن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت
إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقالت: إن زوجي يدعوك، فقال a:( ومن هو؟.. أهوالذي بعينه بياض[3]؟)، قالت: والله ما بعينه بياض! فقال a:(بلى إنّ بعينه بياضاً)، فقالت: لا، والله، فقال a:(ما من أحد إلا بعينه بياض)[4]
ضحكنا جميعا لحديثه،
فقال الطبيب: انظروا كيف أضحككم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ومع ذلك
لم يكذب كذبة واحدة؟
سكت قليلا، ثم قال:
لا ينبغي أن تفهموا من إيراد هذه الروايات أن النكت توقيفية،