قال: من قول يعقوب u في رده على إخوة يوسف u محذرا لهم من عواقب الإسراف:﴿ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي
أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ
غَافِلُونَ﴾ (يوسف:13)، ففي ذكر الغفلة في هذا الموضع دليل على أنها من
المحاذير التي ينبغي تجنبها أثناء اللعب.
قلت: ولكن اللعب لا
يكون لعبا إلا إذا صحبته الغفلة.
قال: لا.. ذلك لعب
الغافلين.. أما لعب المؤمنين، فهو لعب المعتدلين الذين يجمعون بين متطلبات النفس،
وأشواق الروح.
قلت: فما الضابط
الرابع؟
قال: الأدب.
قلت: ومن أين
تستنبطه؟
قال: من سوء أدب
إخوة يوسف مع أبيهم.. فخير من دلك على الأدب من أساء الأدب.
قلت: وكيف أساءوا
الأدب؟
قال: لقد فجعوا
أباهم في ابنه الذي يحبه متوسلين إلى ذلك بالنصح والمحبة.
قلت: فهمت هذا
ووعيته.. ولكني مستغرب من دور الأطباء في هذا الملعب، أهم يلعبون معهم؟.. أم
يدربونهم على الألعاب؟
قال: يدربونهم على
الضوابط التي تحفظ ألعابهم، فتجعلها منسجمة مع ما تتطلبه وظيفتهم وصحتهم من مطالب..
وفيهم مخترعون اخترعوا بعض الألعاب التي تتناسب مع علل معينة لعلاجها بطب اللعب
كما ذكرت لك ذلك من قبل.