قال: لقد أقر يعقوب u إخوة يوسف في طلبهم للعب واللهو، ومنع منهم يوسف u من باب الخوف عليه، وفي هذا الاقرار دليل على إباحة اللعب،
وفي إذنه ليوسف u بالذهاب معهم دليل على
الاستحباب.
قلت: كيف يكون دليلا
على الاستحباب؟
قال: لأن يعقوب u كان يعلم أن يوسف u معد
لأمر عظيم، ولذلك كان تركه للذهاب معهم للعب دليل على أن اللعب لا يتنافى مع
الكمال، بل قد يعين عليه.
قلت: فما دليل
الفعل؟
قال: خروج يوسف u للعب معهم، فدليل الفعل مكمل لدليل الإقرار.
قلت: لقد ذكرت أن
الآية هي البحر الذي يغترف منه فقه اللعب، فكيف ذلك.
قال: هل صدق إخوة
يوسف في ادعائهم اللعب البريء.
قلت: بل كذبوا،
ولهذا قال يعقوب u لهم بعد أن﴿
َجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾:﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ
أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا
تَصِفُونَ﴾(يوسف:18)
قال: فهذا هو
الضابط الأول من ضوابط اللهو، وهو ضابط الصدق.
قلت: فما الضابط
الثاني؟
قال: السلام.
قلت: من أين
تستنبطه؟
قال: من قصة إخوة
يوسف u، فقد اتخذوا اللعب حيلة ووسيلة ومكيدة لقتل أخيهم.