قلت: بلى.. قرأتها.. وأنا متعجب منها.. فلا أرى للآية موضعا في هذا الباب.
قال: وما سر إنكارك لذلك؟
قلت: أو لا.. هذا كلام إخوة يوسف u، وقد احتالوا به على أبيهم ليقتلوا أخاهم.. فكيف يوضع نص مثل هذا في ملعب يرى إباحة اللعب.
قال: تلك الآية المعلقة هي آية هذا الباب.. ومن بحرها سنعرف فقه اللعب.
قلت: أللعب فقه؟ لم أسمع بهذا.
قال: كما أن للغذاء فقها، وللنوم فقها، فللعب فقهه الخاص به.
قلت: فماذا تستنبطون من الآية؟
قال: أول ما نستنبطه إباحة اللعب، بل استحبابه إن وضع في محله، وكان في حله.
قلت: استحباب اللعب.. لا أرى في النص دليلا على مجرد الإباحة، فأين ترى الاستحباب؟
قال: لقد صرفك كون القول قول إخوة يوسف عن الحقائق التي تحتوي عليها هذه الآية.
قلت: لا أكتمك بأن بغضي لسلوكهم جرني إلى النظر بعين السخط لكل ما قالوا:
فعين الرضا عن كل عيب كليلة كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
قال: فانظر إلى قولهم من جهة أخرى.
قلت: أي جهة؟
قال: أليس الكلام كلام الله.. وهو﴿ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت:42)؟
قلت: بلى..
قال: فقد استنبطنا هذا الحكم انطلاقا من كونه كلام الله.. لا من كونه كلام إخوة يوسف