قال: فهل نهاهم الله
تعالى عن الأكل والشرب ليكمل أخذ كتابهم بقوة؟
قلت: لا.. فلا يمكن
للإنسان أن يقوم بلا أكل ولا شرب.
قال: فكذلك اللهو
واللعب ضروريان لحفظ جسد الإنسان وصحة الإنسان.. وهما فوق ذلك خير عون لاستكمال ما
أنيط بالإنسان من وظائف، ألم تسمع قول علي :(للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يناجي فيها
ربه، وساعة يرم معاشه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل) وقد علل
ذلك بقوله:(وذلك عون على سائر الساعات)
قلت: بلى..
قال: ولهذا كان a يدعوإلى إشاعة مظاهر السرور والبهجة في حياة المسلمين، وقد
استنكر a أن تُزف فتاة إلى زوجها زفافاً صامتاً، لم يصحبه لهو
ولا غناء، وقال:(هلاّ كان معها لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو، أو الغزل)، وفي
رواية:(هلاّ بعثتم معها من تغني وتقول: أتيناكم أتيناكم … فحيونا نحييكم)
قلت: بلى.. ولكن..
قال: إن أردت أن
تستن بسنة الصالحين ، فهذه سنتهم، وقد وصف أحدهم أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال:(لم يكن أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم متحزقين[1] ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار، ويذكرون أمر
جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون)[2]