دخلنا القاعة
الرابعة من قاعات الراحة، وقد كتب على بابها قوله تعالى:﴿ أَرْسِلْهُ
مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(يوسف:12)
وقد كانت قاعة كبيرة
تشبه الملاعب التي نعرفها، بفارق بسيط، وهو أنها لا تحوي مدرجات للمتفرجين، وإنما
تحوي بدل ذلك على أركان كثيرة لأنواع مختلفة من الألعاب.
قلت للمعلم: أهذه
قاعة الألعاب بهذا المستشفى؟
قال: أجل.. فلا بد
للمستشفى من مثل هذه القاعة، وهي للمرضى والأصحاء..
قلت: أيعالج فيها
المرضى؟
قال: أجل.. هناك
أطباء مختصون بالعلاج بالألعاب، ألم يقل a:(ما أنزل الله
داء إلا أنزل له دواء)
قلت: بلى.. فما
علاقته بهذا؟
قال: هناك أمراض
تحتاج في علاجها إلى اللعب، ولذلك صمم أطباء هذا المستشفى بمعونة مهندسيه ألعابا
كثيرة تتناسب مع الأمراض المختلفة.
قلت: والأصحاء..
لماذا يسمح لهم بالمجيء إلى هنا؟
قال: لئلا يمرضوا..
فالوقاية تستدعي أن يعطوا أنفسهم حظها من اللعب.
قلت: ولكن الله
تعالى اعتبر اللهو واللعب قرين الغفلة، وقد ورد ذلك في نصوص كثيرة من القرآن
الكريم، فالله تعالى
يقول:﴿ وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْووَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾(الأنعام:32)، ويقول:﴿ إِنَّمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْو وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ
أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ﴾(محمد:36)، ويقول:﴿
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْووَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا
الْحَيَاةُ