قلت: لقد اقتصر الله
تعالى في هذه الآية على نعمة النظر.
قال: ليبين أنها
منفعة من المنافع المهمة، والتي لا تقل عن سائر المنافع، فالجمال أصل من أصول
الكون لا مجرد شيء ثانوي مستغنى عنه.
قلت: فما المثال
الرابع؟
قال: ما منافع
اللباس التي ذكرها القرآن الكريم؟
قلت: لقد ذكر الله تعالى
بعض هذه المنافع في قوله: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ
أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ
التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
(الأعراف:26)
قال: لقد ذكر الله
تعالى للباس في هذه الآية ثلاث منافع: أما الأولى، فالستر، وأما الثانية، فالجمال
والزينة التي عبر عنها بالريش، وأما الثالثة، فالوقاية التي عبر عنها بلباس
التقوى، والتي جاء ذكرها في قوله تعالى:﴿
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ
أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ
بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ﴾(النحل:81)
قلت: هذا صحيح، وقد
جعل الله تعالى الزينة وسطا في هذه الآيات كما في آيات الأنعام.
قال: أجل.. فالزينة
رزق من رزق الله لا تختلف عن سائر الأرزاق؟
قلت: بلى، فقد ربط
الله تعالى بينها وبين الرزق في قوله:﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف:31) فقد جمع بين