كَيْفَ رُفِعَتْ
وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ﴾ (الغاشية:17 ـ 19)
قلت: ولهذا أمر رسول
الله a أن ينبههم إلى هذه الأشياء، فقال تعالى:﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾(الغاشية:21)؟
قال: أجل.. فرسالة
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم رسالة جمالية من أغراضها الأساسية التنبيه إلى
الجمال الذي يحتوي عليه الكون، والتعريف بالله الجميل.
قلت: فهمت هذا
المثال، فما المثال الثاني؟
قال: ما منافع
البحر؟
قلت: كثيرة، فالبحر
آية من آيات الله في الأرض، ولولاه لخسف بنا.
قال: وهو آية من
آيات الجمال، ومصدر من مصادره، لقد قال الله تعالى، وهويذكر منته على عباده بتسخير
البحار:﴿ وَهُوالَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً
وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ
فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾(النحل:14)
قلت: لقد جمع الله
تعالى بين منافع الأكل من لحم البحر الطري، والجمال الذي تظهره الحلي المستخرجة
منه.
قال: بل إن في وصف
اللحم بالطراوة وصف لجماله، فالجمال لا يتنتفع به العين وحدها، بل لكل جارحة من
الجوارح حظها من الجمال.
قلت: فما المثال
الثالث؟
قال: لقد ذكر الله
منافع النباتات.
قلت: أجل.. لقد ذكر
الله تعالى منافع النباتات، فقال:﴿ وَهُوالَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ
مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ
وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ
ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾(الأنعام:141)
قال: وذكرها قبل
ذلك، وفي السورة نفسها، فقال:﴿ وَهُوالَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً