قال لي رجل في
القاعة تظهر عليه علامات الأسف والحزن: أنا حزين ويائس.
قلت: ما بك.. أأنت
في قاعة الجمال وتحزن، أليست لك عينان؟
قال: بلى.. وأنا
طبيب نفسي.
قلت: عهدي بأطباء
النفس يعالجون الحزانى.
قال: ولكنهم يخطئون
في علاجهم.
قلت: كيف هذا؟
قال: لأنهم لا
ينظرون إلى الإنسان، فلذلك يتوجهون بالعلاج إلى غيره.
قلت: وما غيره؟
قال: ثيابه ونعاله
ومراكبه.
ضحكت، وقلت: هذه أو
ل مرة أسمع فيها أن أطباء النفس يعالجون الثياب.. الثياب تخاط ـ يا رجل ـ ولا
تعالج، وهي تخاط عند الخياطين، لا عند أطباء النفس.. أطباء النفس أخطر شأنا.
قال: قد كنت أقول
هذا.. ولكني بعد أن خالطتهم عرفت مدى القصور الذي يقعون فيه.
قلت: فما عرفت؟
قال[1]: إن علماء النفس المحدثين، في محاولتهم لفهم شخصية
الإنسان والعوامل المحددة لها، قد عنوا بدراسة أثر كل من العوامل البيولوجية
والاجتماعية والثقافية في الشخصية.. وفي دراستهم لتأثير العوامل البيولوجية على
الشخصية اهتموا بدراسة أثر كل من الوراثة والتكوين البدني، وطبيعة تكوين الجهاز
العصبي، والجهاز الغدي وما يفرزه من هرمونات متعددة.. وفي دراستهم لتأثير العوامل
الاجتماعية والثقافية على الشخصية، اهتموا
[1] انظر: مقال: مفهوم الصحة النفسية في القرآن الكريم والحديث
الشريف، للدكتور محمد عثمان نجاتي، الكويت، موقع الإسلام والطب.