على رجولة الرجل
وأنوثة المرأة، ومجموع هذه الاضطرابات يدل على أضرار تلحق الجهاز العصبي اللاإرادي
بشكل حاد نتيجة الضجيج.
الجمال
دخلنا القاعة
الثالثة من قاعات الراحة، وقد كتب على بابها قوله تعالى:﴿ وَلَكُمْ فِيهَا
جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾(النحل:6)
وهي قاعة قد جمعت
جميع أركان الجمال، الجمال الطبيعي الذي لا تكلف فيه ولا صناعة.. وهو جمال يغذي كل
جوارح الإنسان، فروائحها طيبة، وألوانها متناسقة تسر العين، وتفرح الفؤاد، وقد
تناغم ذلك مع أصوات تبتهج لها الآذان، وتنتشي لها الصدور.
قلت للمعلم: الله..
هذه القاعة لا يجلس فيها مكلوم إلا برئ، ولا حزين إلا فرح، ولا يائس إلا طلق آلام
يأسه.
قال: أجل.. فهذه
قاعة الجمال، وهي قاعة تحصن الأصحاء، وتداوي المرضى.
قلت: أهي فرع من
فروع الراحة؟
قال: بل هي أساس من
أسس الراحة والصحة.
قلت: كيف هذا.. فما
عملت أن المرضى يداوون بالجمال.
قال: إن جرعة جمال
واحدة يذوقها المريض خير له من آلاف السموم التي تسقونها له.
قلت: ما تقصد يا
معلم.. هل تريد أن نتخلى عن أدويتنا لنملأ نفوس المرضى جمالا؟
قال: ونفوس الأصحاء
حتى لا يمرضوا.
قلت: هذا يصح فيما
سبق ذكره من أمور، فالتغذية والرياضة والسكينة يمكن اعتبارها حصونا للصحة، أو
مشافي لها، ولكن الجمال.. لا أذكر أن هناك من بحث فيه من هذه الناحية، أو اعتبره
مرهما من المراهم.