ويعرف العالم زيلر
الضوضاء بأنها الأصوات التي تحدث اضطراباً، والأصوات العالية تحدث اضطراباً أكثر
من المنخفضة، والأصوات الحادة أكثر خطورة من الغليظة، والأصوات غير المنسقة أكثر
من الأصوات جيدة التلحين.
ولا شك بأن الضوضاء
هي إحدى أسباب التوتر النفسي والقلق في المجتمعات خاصة بعد انتشار
الراديووالتلفيزيون ومكبرات الصوت ووسائط النقل وغيرها من وسائل الضجة.
قلت: فأضرار الضجيج
قاصرة إذن على الأضرار النفسية؟
قال: لا.. لم يعد
الضجيج مشكلة نفسية فقط، بل أصبح مشكلة جسمانية، فهويؤثر على أعضاء السمع وأعضاء
الجسم مجتمعة.
فمن أضراره التي لها
علاقة بالسمع ضعف سمع عصبي مؤقت تختلف درجته حسب نوع الضجيج وشدته ومدته، والتعرض
له يرافقه طنين في الأذن.
ومنها سمع عصبي دائم
يحدث نتيجة التعرض المديد للأصوات العالية، وقد يحدث انثقاب غشاء الطبل وتحطيم
عظيمات السمع نتيجة التعرض للانفجارات المفاجئة.
ومنها أضرار لا
علاقة لها بالسمع، كالانزعاج المفرط من الضجيج والقلق والإرهاق والاضطرابات
النفسية والسلوكية كالعصبية المفرطة وعدم الاستقرار والإحباط والاكتئاب وغيرها..
وقد يصاب ببعض الاضطرابات القلبية الوعائية كخناق الصدر وارتفاع الضغط.
وقد ذكر بعضهم أن
سبب الصمم يرجع إلى تأثير الأصوات العالية على عضوكورتي الموجود في الأذن
الباطنية، وأن التعرض المديد لبضع ساعات كل يوم يؤدي إلى استحالة في بعض أعضاء
الأذن الباطنية، وتؤثر الضوضاء على مختلف مراكز المخ ووظائفه، وبالتالي يمتد
تأثيرها إلى العضوية كلها.
وذكر بعضهم أن
الأبحاث الغريزية أثبتت أن التعرض المديد للضجيج يسبب ازدياداً في عملية الاستقلاب
والهدم وارتفاعاً في الضغط وازدياداً في التوتر العضلي، ولها تأثيراً سيئ