عن الصخب، وطلب
تلقينه بلالاً لأدائه لأنه أندى صوتاً!
وعند أداء المسلم
لصلاته أمره الشارع ألا يرفع صوته بأكثر من المطلوب وفي حد متوسط مقبول، كما قال تعالى:﴿ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا
وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً﴾(الاسراء:110)
قاطعنا أحدهم، وقال
بهدوء، وكأنه يسر إلينا سرا: وهذا يسري في كل شيء، فقد ورد النهي عن رفع الصوت
أكثر من حاجة المستمعين، قال a:(يا أيها الناس: أربعوا على
أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم)[1]
وقد نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن رفع الصوت أثناء تلاوة القرآن في المساجد، لئلا يؤثر
بعضهم على قراءة البعض الآخر، فقال a:(إن أحدكم إذا قام إلى
الصلاة فإنه يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض في
الصلاة)[2]، وقال a:(إذا كان أحدكم
في صلاته فإنه يناجي ربه فلينظر أحدكم ما يقول في صلاته ولا ترفعوا أصواتكم فتؤذوا
المؤمنين)[3]
قلت: ما الأسرار
الصحية التي ينطوي عليها كل هذا الاهتمام الشرعي بالهدوء.
قال: هو ذا الخبير
أمامك يحدثك عن أسرار ذلك.
قال الخبير: لنعرف
ذلك لا بد أولا من معرفة علاقة الصوت بالأذن، فالصوت ينشأ عن حركة اهتزازية على
درجات مختلفة، والأذن تسمع الأصوات التي يكون مقدار اهتزازاتها ما بين 16 ـ 20 ألف
هزة /ثا، وما زاد عن ذلك لا يسمع، لأنه يحدث اضطراباً في الأذن وشعوراً مزعجاً
غامضاً.