بدراسة تأثير خبرات
الطفولة وخاصة فى الأسرة وطريقة معاملة الوالدين، كما اهتموا بدراسة تأثير الطبقات
الاجتماعية، والثقافات الفرعية المدرسة، المؤسسات الاجتماعية المختلفة، وجماعات
الرفاق والأصدقاء.
قلت: ما شاء الله..
فكيف قصروا، وقد بحثوا في كل هذا؟
قال: لقد أغفلوا أهم
شيء في دراستهم للشخصية.. لقد أهملوا..
ثم أجهش باكيا، قلت:
كف عنك هذا ـ يا رجل ـ فلا تحزن، قل لي: ما الذي أهملوا؟
قال بصوت متقطع: لقد
أهملوا تأثير الجانب الروحي من الإنسان في شخصيته وسلوكه، مما أدى إلى قصور واضح
في فهمهم للإنسان وفي معرفتهم للعوامل المحددة للشخصية السوية وغير السوية، كما
أدى إلى عدم اهتدائهم إلى مفهوم واضح دقيق للصحة النفسية، وأدى ذلك بالتالي إلى
عدم اهتدائهم إلى الطريقة المثلى في العلاج النفسي لاضطرابات الشخصية.. وقد أدى
ذلك كله إلى خداع الناس.. فنحن نخادع الناس ولا نكاد نعالجهم.
قلت: ولكن كيف تقول
هذا، وآلاف العيادات تنتشر في المعمورة؟
قال: وهي كلها
مقصرة، ولم أقل أنا وحدي ذلك، بل قد لاحظ كثير من علماء النفس المحترمين هذا..
فإريك فروم المحلل النفسي لاحظ قصور علم النفس الحديث وعجزه عن فهم الإنسان فهما
صحيحا بسبب إغفاله دراسة الجانب الروحي في الإنسان، فقد قال:(إن التقليد الذي يعد
السيكولوجيا دراسة لروح الإنسان دراسة تهم بفضائله وسعادته نبذ تماماً، وأصبح علم
النفس الأكاديمي في محاولته لمحاكاة العلوم الطبيعية والأساليب المعملية في الوزن
والحساب يعالج كل شيء ما عدا الروح.. إذ حاول أن يفهم مظاهر الإنسان التي يمكن
فحصها في المعمل، وزعم أن الشعور وأحكام القيمة، ومعرفة لخير والشر، ما هي إلا
تصورات ميتافيزيقية تقع خارج مشكلات علم النفس، وكان اهتمامه ينصب في أغلب الأحيان