قال: أمثال هذه
الأدوية تخدم شركات الأدوية أكثر من خدمتها للمرضى.
قلت: فكيف يعالجون؟
قال: بالتدريب
وتنظيم الحياة وتغيير السلوك، ألم يقل الله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾(الرعد:11)؟
السكينة
دخلنا القاعة الثانية من قاعات
الراحة، وقد كتب على بابها قوله تعالى:﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ (لقمان:19)
وقد كانت قاعة مملوءة هدوءا
وسكينة حتى لوأن ذبابة طنت لسمعنا طنينها، قلت للمعلم: الله.. ما أهدأ هذا المكان،
إن العقل ليستجمع قواه فيه، والجسم يمتلئ سكينة وراحة.
قال: هذه قاعة السكينة والهدوء،
فهما من حقوق الإنسان.
قلت: من حقوق الإنسان؟
قال: أجل.. فقد لا تقتل الإنسان
بسيفك، ولكنك تقتله بضجيجك.
قلت: كيف هذا؟ فلم أعلم بأن
الضجيج يقتل.
قال: هو يقتل النفس والجسد..
وقد أدركت إدارة هذا المستشفى خطر الضجيج على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية،
فأنشأت هذه القاعة الهادئة لتبحث فيها سبل نشر الهدوء والسكينة داخل النفس
وخارجها.
قلت: وقد جعلت شعارها تلك الآية
المكتوبة على باب هذه القاعة؟
قال: أجل.. فالله تعالى يدعو في
الآية إلى أمرين كلاهما يملآن الحياة سكينة وهدوءا، أما الأول فهو القصد في المشي،
وأما الثاني، فالغض من الصوت.
قلت: أدركت علاقة خفض الصوت في
الحد من الضجيج، ولكني لم أدرك علاقة القصد في المشي بذلك.