responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 281

قال: أجل.. فلذلك بشر قومك المشغوفين بالبحث في كتب الخرافة عما يجرهم إلى رؤية رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بأن يلتمسوه في قلوبهم ووجدانهم، فإن وجدوه فيها فسيعيشون معه يقظة ومناما.

قلت: ألهذا قال a:(من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي)[1]؟

قال: أجل.. فمن عاش مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وأحب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم رآه كما يرى كل حبيب محبوبه.. ألا تعلم أن الله تعالى يهدي هذه الرؤى للنفوس لينعم عليها بما حرمت منه في حال يقظتها؟

قلت: أعلم هذا.

قال: فهذه سنة من سنن الله، فاتخذ منها سببا لتنال في أحلامك ما عجزت عنه في يقظتك.

قلت: ولكن قومي يقولون:(الأحلام بضاعة الكسالى)

قال: دعك من قومك، فما وصل من صار ذيلا لقومه.

قلت: ولكني أرى في كلامهم بعض الصحة.

قال: هي حق أرادوا به باطلا.. فخذ من حقهم، ودعك من باطلهم.

قلت: فما حقهم؟

قال: أن تنشغل بالنوم عن اليقظة.

قلت: فما باطلهم؟

قال: أن تنشغل بالواقع عن الأحلام.


[1] البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست