قال: هذه الأذكار كلها تربط المؤمن بالله،
وتجعله منشغلا بالله، فينسى كل ألم يمنع نومه.
قلت: ومشاكل يومه الكثيرة، وتفكيره في
مستقبله الغامض، وأعدائه المتربصين به.
قال: ولهذا أمر a أن نلجئ أمورنا جميعا إلى الله، ألم يقل
في دعاء النوم:(اللهم إني أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك
رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك)؟
قلت: بلى.
قال: فمن أوكل أموره إلى الله هل يحزن؟..
ومن التجأ إلى الله هل يخاف؟.. ومن أوى إلى الله هل يبيت في العراء؟
قلت: لا.. وحاشا.. فالله أكرم وأجود.
قال: فمن أوى إلى الله كيف يضطرب نومه..
إن اضطراب النوم ناشئ من وساوس الغفلة والتدبير[1]، فلذلك لا يعالج إلا باللجوء إلى الله.
ولهذا قال a لمن شكا له أنه لا ينام من الأرق:(إذا أو يت إلى فراشك فقل: اللهم
رب السموات السبع وما أظلَّت، ورب الأرضين وما أقلَّت، وربَّ الشياطين وما أضلَّت،
كن لي
[1] يتفق علماء النفس على أن اضطرابات النوم من أهم وأقسى
الاضطرابات التى تصيب الإنسان، وهم يرجعون أسبابها إلى أمرين:
إما أسباب عضوية نتيجة لأمراض عضوية تصيب الإنسان مثل نوبات الصرع الحادة
أو آلام الأسنان أو حساسية الصدر أو ما شابهها...
وإما إلى اضطرابات نفسية وخاصة الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب الذى
يبدأ غالبا بنوبات من الأرق إذا لم تعالج فى حينها نتج عنها بعض الاضطرابات
النفسية.