قلت: لقد ورد في النصوص أدعية كثيرة عن
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيما يقول النائم، منها:(الحمد لله الذي أطعمنا
وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)[1]، ومنها: (سبحانك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه
إن أمسكت نفسي فارحمها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)[2]
قال: هي كأدعية الاستفتاح الكثيرة تطهر
ذهن المصلي، لئلا يشغله شيء عن صلاته.
قلت: وما فائدة أن لا يشتغل النائم عن
منامه؟
قال: لئلا يصيبه الأرق.. أليس الأرق مرضا
من الأمراض؟
قلت: بلى.. وهو من الأمراض الخطيرة.. فمن
الناس من يبذل لشراء النوم المطمئن أعز ما يملك، ثم لا يجده.
قال: ولماذا لا يلتجئ إلى الله ليغنيه عن
كل دواء؟
قلت: تقصد ما ورد في الحديث عن زيد أنه
قال: أصابني أرق من الليل، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: قل:(اللهم
غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم أهدئ ليلي، وأنم عيني)[3] فقلتها فذهب عني..؟
قال: هذا جزء مما أقصده.
قال: فما الكل الذي تقصده؟
قال: هذه الأذكار التي أوردتها جميعا،
بما فيها دعاء الأرق نفسه أفضل علاج للنوم الصحي الهادئ الذي يستفيد منه الجسم
والنفس.