رأيت رجالا يمسكون
سهاما وأقواسان ويرمون بدقة عجيبة، فسألت المعلم عنهم، فقال: هؤلاء هم الرماة.
قلت: أهم يستعدون
لتقديم فيلم تاريخي؟
قال: لا.. وما علاقة
الفيلم التاريخي بهذا؟
قلت: لأن هذا السلاح
صار الآن لعبة، ولم يبق سلاحا، فما حاجة هؤلاء لتعلم الرمي به؟
قال: ألا تتعلمون
الرمي إلا لتصارعوا به؟
قلت: فلماذا نتعلمه
إذن؟
قال: هو سنة رسول
الله a، ولها تأثيرها الكبير على الصحة، فهو رياضة للعضلات،
والتركيز.
قلت: هو سنة؟
قال: أجل.. ألم تسمع
قوله تعالى يخبر عن نبيه a:﴿ وَمَا رَمَيْتَ
إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ (لأنفال:17)
وقد كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يحث عليها، بل وحذر من تعلمها ونسيها من الإثم، ففي الحديث:
أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خرج على قوم من أسلم يتناضلون[1]بالسوق، فقال a:(ارموا بني
إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، وأنا مع بني فلان) لأحد الفريقين، فأمسكوا بأيديهم،
فقال: مالهم؟ قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: ارموا وأنا معكم كلكم)[2]
[1] يتناضلون: أي يتسابقون ويتنافسون في رمي النبال.