دخلنا القاعة
الثانية من قاعات حصن القوة، فقرأت لافتة كتب على بابها قوله تعالى:﴿ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
غَيْرُ أو لِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ
اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ (النساء:95)
قلت للمعلم: ما هذه
القاعة؟.. وما علاقة الآية بها؟
قال: هذه قاعة
الرياضة، وهي الركن الثاني من الأركان التي تنتظم بها قوى الجسم، فالجسم الذي
يتغذى لا بد له من الحركة التي تحول من ذلك الغذاء طاقة حية ينتفع بها الإنسان.
قلت: فما علاقة
الآية بذلك؟
قال: هذه الآية تنهى
عن الكسل والقعود والتثاقل إلى الأرض، فالقعود يعني الكسل، كما أن الجهاد يعني بذل
المجاهد كل طاقاته، واستخدامها، لا تركها معطلة لا ينتفع بها، ولا ينفع.
قلت: أتفهم من
الجهاد هذا المعنى؟
قال: لا يصح الجهاد
إلا بعد هذا المعنى، فلا يمكن أن نرسل للمعركة جنودا يقعد بهم ضعفهم عن السير،
وتقعد بهم طاقتهم عن الحركة.
ولهذا استعاذ a من الكسل، فقال:(اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر،
وأعوذ بك من عذاب القبر)[1]
وربط في دعاء آخر
بين العجز والكسل والجبن، فقال:(اللهم إني أعوذ بك من العجز