ذكر أنهار اللبن
والخمر الذي لا يسكر يذكر أنهار العسل تماما بنفس الترتيب الذي ورد في سورة النحل.
قلت: هذا مثال جميل،
فهل اكتشفت أمثلة أخرى؟
قال: لا.. لم أكتشف
أمثلة.. بل اكتشفت علما قائما بذاته.
قلت: كيف هذا؟
قال: بعد هذا
الاكتشاف، بدأت دراسة كل مادة غذائية في القرآن الكريم على حدة، ومتى تذكر مفردة،
ومتى تذكر مجتمعة مع غذاء آخر، وإذا ذكرت مع غذاء آخر هل هي قبله أم بعده دائما أم
هي قبله أحيانا وبعده أحيانا أخرى، كما أنني قست مواقع هذه الأغذية حسب شيفرتنا
القرآنية حسب الوحدة الزمنية التي حصلنا عليها من الشيفرة، فاكتشفت بذلك كثيرا من
النقاط الإعجازية الذهبية في قواعد التغذية القرآنية.
قلت: فاضرب لي أمثلة
أخرى على ما اكتشفت؟
قال: لا.. سأشوقك
إلى بعض ما اكتشفت، أما التفاصيل، فلا يمكن أن تعرفها هنا.
قلت: فشوقني.. فقد
نصحك من شوقك إلى الخير.
قال: من ذلك أني
اكتشفت لماذا علينا أن نأكل الفواكه في النهار، ولا نأكلها في الليل.. ولماذا
علينا ألا نأكل القمح في الصباح.. ولماذا علينا ألا نأكل التمر والعنب عند العصر..
ولماذا إذا أكلنا رمانا يجب أن يكون هذا الرمان آخر ما نأكل.. ولماذا علينا أن
نشرب الخل بعد اللبن.. ولماذا علينا أن نشرب العسل بعد الخل.. ولماذا علينا أن
نأكل القمح في بداية الطعام.. ولماذا علينا أن نأكل التمر قبل العنب في معظم
الأحيان.. ولماذا جعل ترتيب هذه الأطعمة بهذا التسلسل في سور الرحمن، الفواكه
فالنخل فالحب فالريحان، كما قال تعالى:﴿
وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ
الْأَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُوالْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ﴾ (الرحمن: 10 ـ 13)