قلت: بلى، فقد نهى
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن ينقعا ليلة كاملة مع بعضهما.
قال: لقد قرأت هذا
الحديث، ورجعت إلى القرآن الكريم لأرى هل جمع العسل واللبن معا.
قلت: لقد جمع الله
تعالى بينهما، فقد قال تعالى:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ
فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ
وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾(النحل:66)، فهذا هو
اللبن، ثم قال تعالى
بعدها قريبا من هذه الآية:﴿
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً
وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(النحل:69)
وهذا هو العسل.
قال: ولكنه فصل
بينهما بفاصل لم تقرأه.
قلت: تقصد قوله تعالى في الآية التي تتوسط
الآيتين:﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾(النحل:67)
قال: أجل، فقد فصل
الله تعالى بذكر السكر، وقد قال بعض المفسرين: إن السكر هو الخمر، ولكن هناك من
قال بأن السكر هو الخل، وهوالأرجح، فما من شئ يتسكر، فلا يذهب بالعقل ويبقى زرقا
حسنا إلا الخل.
قلت: ترجيحك صحيح،
وقد كان في نفسي شيء من اعتبار السكر خمرا، فكشفته كشف الله كربك.
قال: وما سبب هذا
الكرب الذي عانيته بسبب ذلك التفسير؟
قلت: لقد كنت أقول:
بأن هذه الآيات في معرض امتنان، فكيف يمن الله علينا بما يؤذينا؟.. حتى عرفت أنه
الخل.