قال السائل: فالدهون من الأغذية التي
تجتاجها أجسامنا إذن؟
قال: أجل.. ولكن بشرط أن تكون من الدهون النافعة لا الضارة.. فهي من
المركبات العضوية التي تقوم بتزويد الجسم بالطاقة الحرارية التي تبلغ ضعف الطاقة
المأخوذة من السكريات.. كما تكمن أهمية الدهون في احتوائها على الأحماض الدهنية
التي يحتاجها الجسم ولا يستطيع تصنيعها والتي تدخل في بناء الخلايا وتركيبها..
وتحتوي الدهون بالإضافة إلى ذلك الفيتامينات الذائبة في الدهون، والتي تقوم بدور
عامل في بناء أنسجة الجسم مثل شبكة العين والعظام، وفي المحافظة على نضارة الجلد
وتماسكه.
قال السائل: فالدهون والسكريات تشتركان
إذن في تزويد الجسم بما يعطيه الطاقة اللازمة؟
قال: أجل.. هذا صحيح.
قال الفقيه: ولعله لأجل هذا قرن بينهما في القرآن الكريم فالله تعالى
يقول:﴿ وَهُوالَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ
نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً
مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ
مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ﴾(الأنعام:99)
فقد قرن في الآية بين التمر والعنب اللذان يعتبران من المصادر الصحية
للسكريات، بالزيتون والذي يعتبر من أهم وأصح مصادر الدهون[1].
وفي آية أخرى يقول تعالى:﴿ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ
وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(النحل:11)
وفي آية أخرى يجمع بين التمر والعنب، فيقول تعالى:﴿ وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً﴾(عبس:29)
[1] يعد زيت الزيتون من أغنى الزيوت النباتية من حيث القيمة
الغذائية فهو يعطي قيمة حرارية عالية في غذاء الإنسان (1
غرام منه يعطي 224 حريرة).