responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208

قال: الزهد مقام من مقامات الدين العالية، وقد حقيقته وميادينه في كنوز الفقراء.. ولكن الكفاية في الغذاء لا تتعارض معه.

قلت: ولكن من الزهاد من اشتد، فحرم الخبز على نفسه.

قال: هيا نقترب من ذلك الرجل، ومن يجلس إليه، فهم يتحدثون عن هذا.

الكفاية والزهد:

رأيت رجلا تظهر عليها مظاهر النعمة ممزوجة بوقار العلماء، وبين يديه شباب لا يدل مظهرهم على أنهم من هذا العصر، سألت المعلم عنه، وعنهم، فقال: هذا ابن الجوزي..

قلت: أبو الفرج عبد الرحمن.. العالم الخطيب.. !؟

قال: أجل هو هو.. بعلمه وحكمته.

قلت: نحن نقول في تعابيرنا:(هو هو بشحمه ولحمه..)

قال: لا.. الإنسان علم وحكمة، لا شحم ولحم.

قلت: فما الذي جاء به إلى هنا من عهده البعيد؟

قال: جاء ليرد على بعض الشبه التي بثها بعض الزهاد، والتي تزهد في الضروريات التي يتضرر الإنسان بتركها.

قلت: فما علاقتها بالكفاية؟

قال: لأن من الزهاد من تصور كمال الزهد في التعفف عن المطاعم التي خلقها الله تعالى، والتي تتناسب مع احتياجات أجسامنا.

اقتربنا منه، فسمعته يقول[1]: تأملت أحوال الزهاد فرأيت أكثرها منحرفاً عن الشريعة بين جهل بالشرع، وابتداع بالرأي‌.‌


[1] انظر:صيد الخاطر، مواضع متفرقة منه، وبتصرف.

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست