قال: فقد أمر الله تعالى باتباع ملة إبراهيم u، وهي الملة التي لا تحرم إلا ما حرم
الله.. ألم تقرأ نهي الله تعالى نبيه a عن تحريم ما أحل الله له؟
قلت: بلى.. فقد قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا
أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾(التحريم:1)
وقد نزلت في تحريمه a
العسل على نفسه كما هو معروف[1].
قال: بل نهى الله تعالى هذه المة جميعا عن تحريم ما أحل الله من
الطيبات، ألم يقل الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ
لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾(المائدة:87)؟
قلت: بلى، وقد ورد في الحديث أن نفرا من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سألوا أزواج النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا آكل
اللحم، وقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فبلغ ذلك
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال:(ما بال أقوام يقول أحدهم
كذا وكذا، لكني أصوم وأفطر، وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء، فمن رغب عن
سنتي فليس مني)[2]
قال: فهذه النصوص كلها تدل على تحريم الامتناع عن أكل ما خلق الله
إلا ما نزل الشرع بتحريمه، أو حكم الطب بضرره.