قال: ولهذا أمرنا الله تعالى
بأخذ كفايتنا من الزاد، فقال:﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى﴾ (البقرة:197)
قلت: ما أرحم الله بعباده،
فالآية تتحدث عن الحج، ومع ذلك تضم إليه الأمر بأخذ الزاد.
قال: وهذا يصب فيما ذكرنا من
الوجوب.
قلت: فالثاني؟!
قال: أرأيت لو ملأها ببنزين لا
يصلح لها، أو هو مغشوش.. هل تسير به؟
قلت: لا.. ستتلف السيارة بهذا.
قال: فهذا وجه الانحصار في
اعتبار هذين الركنين.. وهيا ندخل إلى القاعتين لنعرف بعض أصول ذلك.
كفاية الأغذية:
دخلنا القاعة الأولى من قاعات
التغذية، وقد وجدنا مكتوبا على بابها قوله تعالى:﴿ هو الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا
فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾ (البقرة:29)، وقد رسمت على جدرانها أصناف المآكل
والمشارب، وكأنها تدعو إلى أكلها.
قلت: ما هذه القاعة؟
قال: هذه قاعة الكفاية.
قلت: ما الكفاية؟ وما حاجة
التغذية إليها؟
قال: هي التعبد بمقتضى اسم الله
الكافي، فقد ملأ الله تعالى الأرض بكل ما يحتاجه الإنسان من أصناف المآكل
والمشارب، ونوعها بتنوع حاجات الإنسان، ولم يكتف بذلك، بل دعانا إلى أكلها..