responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203

ما يرجع إليه.

قال: ألستم تعتمدون في مسائل كثيرة، بل في أبواب من الفقه على آية واحدة، أو حديث واحد؟

قلت: أجل.. بل أحيانا لا نجد حديثا ولا آية.. فنكتفي بالرجوع إلى العموميات.

قال: فالنصوص الشرعية فيها الأدلة الكثيرة التي تفيض بما يمكن الاستفادة منه في هذا الباب، ولو زاوجتم بينها وبين ما يقول المختصون لأنشأتم في المجتمع ثقافة صحية يمارسها الناس في حياتهم كما يمارسون سائر العبادات.

قلت: فما نسميها؟ وفي أي باب ندخلها؟

قال: ذلك شأنكم.. ولا يهم التصنيف بقدر ما يهم الوعي.

^^^

بينما نحن كذلك دخل رجل، وصاح في الجموع المتفرقة: الغذاء في المفهوم الشرعي الكامل الذي تحقق به الربانيون لا يعني ـ فقط ـ مجرد استجابة لشهوة الأكل والشرب المودعة في الإنسان، بل يعني ـ قبل ذلك ـ استجابة لأوامر الله.

قال له أحد المستمعين: كيف ذلك.. وما تقول في الزهاد والناسكين؟

قال: لقد استضافنا الله تعالى في أرضه، وعرض علينا صنوف رزقه، ومن البلادة أن نتكبر على هذا الأمر بدعوى الاستعلاء والتعفف أو الزهد والمسكنة.. ولهذا، فإن المسلم ينطلق في غذائه من العبودية لله، لا من مجرد إشباع شهواته ورغباته.

قال السائل: فهمنا هذا.. ولكن ما سر إيجاب الله علينا الغذاء؟

قال: من حكمة الله في هذه النشأة ـ التي تختفي فيها القدرة في ظلال الحكمة ـ أن جعل قوام حياة الإنسان، أو جسد الإنسان، أو مطيته التي يستقلها لأداء رسالته على الغذاء.

ولذلك وفر في هذه الأرض كل ما تتطلبه معيشة الإنسان من أسباب ووسائل.. ألم

اسم الکتاب : حصون العافية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست