قال: فكذلك عبادة الطعام.. لها شروطها وأركانها وسننها ونواقضها.. هي لا تختلف في شيء عن سائر العبادات.
قلت: ولكني لا أرى في كتب الفقه هذا.
قال: هذا تقصير من الفقهاء.
قلت: لا.. هذا ميدان الأطباء، لا الفقهاء.. أو هو بالأحرى ميدان علماء التغذية.
قال: لا.. الفقه يدخل في كل شيء.. أليس الفقه هو الذي ينظم حياة المسلم؟
قلت: أجل..
قال: أليس المسلم إنسان له احتياجات مختلفة؟
قال: فالغذاء من حاجاته..
قلت: ولكن الفقيه ليس له من الثقافة ما يفتي به في هذه المسائل.
قال: فليتعلم ما يفتي به في هذه المسائل.
قلت: وعلماء التغذية ماذا يفعلون؟
قال: هم يبحثون، والفقيه يتعلم منهم، أو فليتعاون الفقهاء وعلماء التغذية في هذا.
قلت: وما سر إقحام الفقه في هذه المسائل؟
قال: لأن الناس لا يفعلون في حياتهم إلا ما يفتيهم به الفقهاء.. ألم تر حرصهم على الأضاحي، وعلى تفاصيل ما يجوز منها، وما لا يجوز؟
قلت: هذا صحيح..
قال: ولكنهم قد يسيئون تغذية أنفسهم وأولادهم طوال العام، ولا يعتقدون أن للشرع أحكاما ترتبط بذلك.. ثم تشب أجيال سيئة الصحة، لأنها سيئة التغذية.
قلت: ولكن الفقيه ينطلق من الأدلة التفصيلية، وليس في هذا الباب من الأدلة التفصيلية