قلت: بلى، فقد قال a:(لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً
فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)[1]
قال: فلهذا يحمل ما ورد من نصوص تدل على محبة الموت أو
الرغبة فيه على هذا المعنى المحكم، ومن ذلك قوله a في دعائه:( اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب
المساكين وإذا أردت في الناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون)[2]
قال: صدق الحكيم،
فما أدخلك الله فيه تولى إعانتك عليه، وما دخلت فيه بنفسك وكلك إليها.. ألم يأمرنا
الله تعالى بأن نقول:﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ
وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً﴾ (الاسراء:80)؟
قلت: بلى.
قال: فالمدخل الصدق أن تدخل فيه بالله، والمخرج الصدق أن
تخرج فيه بالله.
^^^
قلت: يا معلم.. لا
يزال ذهني مضطربا، فكيف يطلب منا أن نفر من البلاء، والله تعالى يقول:﴿
قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أو الْقَتْلِ
وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ (الأحزاب:16)
وقد ذم الله قوما
تعللوا بأسباب واهية ليفروا من البلاء، فقال تعالى:﴿ وَإِذْ
قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ
وَمَا