ثالثا ـ حصن القوة
دخلنا الحصن الثالث، فرأينا على بابه مكتوبا بحروف تشبه عضلات قوية قوله تعالى:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُواللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ (لأنفال:60)
قلت للمعلم: هذه آية الأمر بالإعداد للجهاد.
قال: كل جهاد.. جهاد أعداء الجسم، وجهاد أعداء الروح.. وجهاد أعداء الأرض، وجهاد أعداء السماء.
قلت: ما تقصد؟
قال: القوة الحقيقية هي القوة التي ترهب عدوك، وتجعله لا يفكر ـ مجرد تفكير ـ في غزوك.
قلت: تقصد بالعدو المحاربين.
قال: من البشر وغيرهم.
قلت: ولكنا قد تحصنا بالحصون التي كنا فيها.
قال: لا يكفي أن تتحصن من البلاء، وأنت لا تزال ضعيفا مستضعفا، منحط القوى، منهار العزيمة، لأنك بذلك ستكون عليلا في وسط حصنك، ميتا في خلال حياتك.
قلت: ولهذا أمر الشرع بالإعداد؟
قال: ولهذا يطالبك الشرع بأن ترفع من من درجة مقاومتك، فقد يأتيك الأعداء من حيث لا تشعر، أو يأتيك الداء من حيث أمنته.
قلت: فالآية تشير إلى هذا المعنى؟
قال: بل تصرح به.. فكيف تعد السلاح من غير أن تعد اليد التي تحمل السلاح؟
قلت: فكيف يدرب هذا المستشفى قاصديه بهذه القوة؟