أما أولهما، فبالإيمان، فالإيمان
يقهر البلاء قهرا، بل يجعله هباء أمام أعاصيره..
قلت: فهل يعلم الإيمان في هذا
القسم؟
قال: لا.. يعلم في الأقسام
الأولى التي زرناها، ويعلم في غيرها من مراكز السلام ومؤسساته.
قلت: وما الأمر الثاني؟
قال: هو تقوية أسلحة الجسم،
وطاقاته التي يقاوم بها البلاء.. وإليه الإشارة بقوله تعالى:﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ (البقرة:197)، فقد نزلت هذه الآيات آمرة
بوجوب التزود في الحج لحفظ الصحة، فلا يمكن حفظ صحة الذي فرط فيما يتطلبه جسمه من
غذاء.
^^^
رأيت ثلاثة أبواب داخل باحة هذا
الحصن، فسألت المعلم عنها، فقال: هذا الركن من أركان الصحة والعافية يقوم على
ثلاثة أركان لا بد منها.. بجميعها وردت النصوص.
قلت: فما هي؟
قال: هي التغذية، والرياضة،
والراحة.. ولكل منها قسمه الخاص.
قلت: فهل في القرآن الكريم إشارة
إلى هذه الأركان الثلاثة؟
قال: أجل.. فقد قال تعالى
لأيوب u:﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ
وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا
وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (صّ:42 ـ 43)
قلت: أهاتان الآيتان تجتمع فيهما
تلك الأركان؟
قال: أجل.. ففي الأمر بالركض
بالرجل إشارة إلى ضرورة تحريك الجسم وترويضه، فالصحة لا تستقيم إلا بذلك.
وفي قوله:﴿ هَذَا
مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ إشارة إلى ضرورة الغذاء والطهارة، زيادة