ومن هذا الباب أمر
الشرع بتخصيص اليد اليسرى للتنظيف، حرصا على نظافة اليد اليمنى، التي هي للطعام،
فعن بعض الصحابة قال: كنت طفلا في حجر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة، فقال لي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)[1]
بل قد ورد التشديد
في ذلك، ففي الحديث أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ a بشماله فقال:(كل بيمينك)، قال: لا أستطيع، فقال a:( لا استطعت!)، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه[2].
وفي هذا دليل على
حرص الشريعة على طهارة الطعام، ففي تخصيص يد للتنظيف ويد للطعام حفاظ على الطعام
من مخاطر التلوث.
ثم أشار إلى فمه،
وقال: وهذا من أخطر مصادر الصحة والمرض، ولهذا ورد الشرع آمرا بتنظيف الفم، فقد
أمر a بالتخلل وتنظيف الفم، فقال a:( تخللوا فإنه نظافة، والنظافة تدعو إلى الإيمان مع صاحبه في
الجنة)[3]
وقال a:(حبذا المتخللون بالوضوء، والمتخللون من الطعام، أما تخليل
الوضوء: فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع، وأما تخليل الطعان فمن الطعام فإنه ليس
شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهوقائم يصلي)[4]
وأمر a بالسواك في نصوص كثيرة، فقال a:(تسوكوا، فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ما جاءني جبريل
إلا أو صاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى