الديدان، ويساعد في ذلك خلوها من تأثير الأشعة فوق البنفسجية القاتلة
للجراثيم والبويضات.
فبويضات دودة الإسكارس ـ مثلا ـ يمكن أن تعيش في هذه الأجواء لمدة عامين
مع بقائها معدية، وبما أن البول والبراز يعتبران من مصادر هذه الجراثيم والديدان،
فإن البول في هذه المحال يعتبر من الجرائم المؤدية لذلك.
تطهير الثياب:
دخل آخر، وهو يقرأ قوله تعالى:﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾(المدثر:4)
قلت: عن أي الثياب يتحدث هذا؟!.. فالثياب في هذه الآية تحتمل وجوها
من التفسير.
قال: يتحدث عن المعنى الظاهر المتبادر من الآية.
قلت: وما علاقتها بهذا المحل؟.. ألسنا في (طهارة الإيواء)؟
قال: ثوبك هو بيتك الأدنى، كما أن بيتك هو ثوبك الأبعد، ألم تسمع
الله تعالى، وهويقرن بين البيوت والثياب؟
قال: فطهارة الثياب تدخل في طهارة الإيواء، فلا يصح أن تطهر بيتك،
وتنجس ثوبك.
قال ذلك الداخل، وكأنه يشير إلي: عليك أن تعتني بنظافة ثوبك وحسن
هندامك، كما تعتني بنظافة جسمك وحسن خلقك، ألم تسمع ما روى جابر بن عبد الله
وهويتحدث عن سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في
هذا، فقال: أتانا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره فقال:(أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره؟)، ورأى
رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال:(أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه)