وعلل a ذلك بقوله:(إذا
تنخم أحدكم وهو في المسجد فليغيب نخامته لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه)[1]
قلت: صدق الرجل.. فالمساجد
النظيفة كالمغناطيس الذي يجذب القلوب.. ولكن بعض المساجد تفوح منها الروائح
المنفرة.. ولكن الضرورة استدعت ذلك، فدورات المياه..
قاطعني المعلم، وقال: ليست هناك
ضرورة في هذا.. كيف تنشرون الروائح الكريهة في المساجد، ثم تقول ضرورة؟! أين
عقولكم؟ أين تدبيركم؟
قال الرجل:.. ومن الأماكن العامة التي أمر الشرع بالحرص على نظافتها
الأماكن التي يستريح فيها الناس، فقد اعتبر a تلويتها من الأمور التي تجلب
اللعنة على أصحابها، فقال a:(أتقول اللاعنين) قالوا:(وما اللاعنان؟)، قال:(الذي يتخلى
في طريق الناس وظلهم)[2]، وقال a:(من آذى المسلمين في
طريقهم وجبت عليه اللعنة)[3]، وقال a:(اتقوا الملاعن الثلاث:
أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه، أو في طريق، أو في نقع ماء)[4]
وبين a من يلعن هؤلاء، فقال:(من
سل سخيمته على طريق عامر من طرق المسلمين فعليه لعنة الله وملائكته
والناس أجمعين)[5]،
وكفى بهذا ردعا.
وقد بين العلم الحديث الآثار التي ينتجها تلويث مثل هذه المحال، فنص على
أن المناطق الباردة الرطبة وذات الظل تعتبر جوا ملائما لنمو أغلب أنواع البكتيريا
وبويضات
[1] أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة، والبيهقي في الشعب والضياء.