قال المعلم: ليس هذا فقط، بل
أمرت الشريعة بتطهير جميع الأماكن العامة.
قلت: فما الأماكن العامة؟
قال: هي المحال التي يقصدها
الإنسان للتعبد أو للراحة أو للعمل أو لغير ذلك من شؤون حياته.
سمعت رجلا في القاعة يقول: لقد
وردت النصوص بالاهتمام بالأماكن العامة حرصا على نظافتها، وعلى كونها جوا مناسبا
للصحة لا للمرض:
فقد أمر الشرع بتنظيف دور
العبادة، فقال تعالى مشيرا إلى ذلك:﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾(البقرة:125)
وأخبر a عن الأجر الجزيل على ذلك، فقال:(عرضت
علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر
ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أو تيها رجل، ثم نسيها)[1]
وفي مقابل هذا الأجر ورد ذم من
يتسبب في اتساخه، فقال a:(النخاعة
في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها)[2]، وقال a:(البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها
دفنها)[3]، وقال a:(عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها،
فرأيت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق، ورأيت في سيء أعمالها النخاعة في
المسجد لم تدفن)[4].