وقد نفى a
ارتباط النظافة بالخيلاء، فقد ورد في الحديث الشريف قوله a:(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
حبة من كبر)، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، فقال a:(إن الله جميل يحب الجمال، الكبِر بطر
الحق وغمط الناس)[1]
ولهذا أوصى a صحابته بالثياب
البيض، لأن الوسخ والنجاسة يظهران عليها بجلاء، وذلك مدعاة في تنظيفها وتطهيرها
وعدم إهمالها، قال a:( عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها
أطهر وأطيب وكفّنوا موتاكم)[2]
وقد رد العلماء والصالحون على من أهمل
نظافة الثياب بحجة النسك، فقال المناوي: وقد تهاون بذلك جمع من الفقراء حتى بلغ
ثوب أحدهم إلى حد يذم عقلاً وعرفاً، ويكاد يذم شرعاً.. سوّل الشيطان لأحدهم فأقعده
عن التنظيف بنحو:(نظف قلبك قبل ثوبك) لا لنصحه، بل لتخذيله عن امتثال أو امر الله
ورسوله وإقعاده عن القيام بحق جليسه ومجامع الجماعة المطلوب فيها النظافة، ولوحقق
لوجد نظافة الظاهر تعين على نظافة الباطن)
طهارة الغذاء
دخلنا القاعة
الرابعة، فرأيناها قد صممت على هيئة مطعم بسيط، ولكنه في منتهى الجمال والنظافة،
فسألت المعلم عنها، فقال: هذه القاعة مختصة في تعليم طهارة الغذاء.
قلت: طهارة الغذاء..
أيتوضأ الطعام ويغتسل؟
قال: نعم.. له وضوؤه
الخاص، وغسله الخاص.. أم تريد أن تدخل الطعام إلى جوفك بأتربته وغباره وأوساخه؟