كان الرجل قد وضع خريطة، وهو يتكلم ويشرح بحماسة، اقتربنا منه،
فسمعته يقول: لقد خلق الله تعالى الهواء بنسب معتدلة منظمة[1].. لتخدم الإنسان، والكون الذي
يعيش فيه الإنسان، كما قال تعالى:﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾(القمر:49)
فالهواء الذي فوق الأرض مكون من الأوكسجين والنتروجين والأرجون
والنيون والكنسيون والكريبتون، وهويحتوي بخار الماء، وثاني أو كسيد الكربون بنسبة
100/3 من 1 بالمائة، أو نحوثلاثة أجزاء من 10000.
والغازات النادرة تظهر نفسها في شكل الألوان الحمراء والزرقاء
والخضراء بلافتات الإعلان، أما الأرجون الذي يوجد في الهواء بنسبة 10/6 في 1
بالمائة فإنه يعطينا النور الساطع الباهر الذي تتقدم به المدينة حيث يستخدم.
ويوجد النتروجين بنسبة 78 بالمائة تقريباً في الهواء، في حين تحدد
نسبة الأوكسجين عادة ب21 بالمائة.
والهواء في جملته يضغط على الأرض بمعدل خمسة عشرة رطلاً تقريباً على
البوصة المربعة من السطح بمستوى البحر.
والأوكسجين الذي يوجد في الهواء هو جزء من هذا الضغط، وهوبمعدل نحو
ثلاثة أرطال على البوصة المربعة، وكل الباقي من الأوكسجين محبوس في شكل مركبات في
قشرة الأرض، وهويكون 10/8 من جميع المياه في العالم.
والأوكسجين هو نسمة الحياة لكل الحيوانات التي فوق الأرض.. ومن رحمة
الله أن هذا العنصر ذا النشاط البالغ من الوجهة الكيماوية قد أفلت من الاتحاد مع
غيره وترك في
[1] انظر: كتاب العلم يدعو إلى الإيمان، أ. كريسي مورسون رئيس
أكاديمية العلوم في واشنطن.