الجوبنفس النسبة تقريباً، اللازم لجميع الكائنات الحية.
فلوكان الأوكسجين بنسبة 50 بالمائة مثلاً أو أكثر من الهواء بدلاً من
21 بالمائة فإن جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال لدرجة
أن أو ل شرارة من البرق تصيب شجرة لابد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر.
ولوأن نسبة الأوكسجين في الهواء قد هبطت إلى 10 بالمائة أو أقل، فإن
الحياة ربما طابقت نفسها عليها في خلال الدهور، ولكن في هذه الحالة كان القليل من
عناصر المدنية التي ألفها الإنسان ـ كالنار مثلاً ـ تتوافر له، وإذا امتص
الأوكسجين الطليق، ذلك الجزء الواحد من عدة ملايين من مادة الأرض فإن كل حياة
حيوانية تقف على الفور.
صاح سائل ـ مقاطعا له ـ: عرفنا هذا، وعرفنا أن لثاني أوكسيد الكربون
أثره في عالم النبات والحيوان، فحياة كل نبات كما هو معروف، تعتمد على المقادير
التي تكاد تكون متناهية الصغر، من ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الهواء، والتي
يمكن القول بأنها تتنسمها.
بل قد اكتشف أخيراً أن وجود ثاني أوكسيد الكربون بمقادير صغيرة، هو
أيضاً ضروري لمعظم حياة الحيوان، كما اكتشف أن النباتات تستخدم بعض الأوكسجين.
ومثل ذلك الهيدروجين.. فإنا وإن كنا لا نتنسمه، فبدون الهيدروجين كان
النبات لا يوجد..
فالأوكسجين والهيدروجين وثاني أو كسيد الكربون والكربون ـ سواء أكانت
منعزلة أم على علاقاتها المختلفة ـ بعضها مع بعض ـ هي العناصر البيولوجية الرئيسية..
وهي عين الأساس الذي تقوم عليه الحياة.
قد عرفنا كل هذا.. ولكن ما الذي جعلك تتحمس وتثور لمعلومات هي معلومة
أصلا.
قال: أنا أثور لأجلكم.. فأنتم تتلاعبون بهذه النسب المنتظمة الدقيقة التي
تعتمد عليها الحياة على الأرض.