ومبيدات الحشرات والكيماويات الصناعية[1]، وكلها تصل في نهاية الأمر إلى
الماء.
والكيماويات اللاعضوية.. كالزئبق الذي ينتقل من المجاري المائية، إلى
الأحياء المجهرية المائية، ثم إلى الأسماك ثم طيور الصيد ثم إلى الإنسان.. ومصدر
هذه المواد المعدنية عمليات التعدين والتصنيع، والري وعمليات حقول النفط.. زيادة
على الكميات الكبيرة من مختلف أنواع الحموض الناتجة عن الفضلات الصناعية.
ومنها الفضلات الصناعية ذات المنشأ الحيواني والنباتي.. وعلى الرغم
من أن القاذورات المنزلية هي المصدر الأهم للفضلات العضوية القابلة للتفكك، فإن
الصناعة تساهم بقدر لا يقل عن ذلك من هذه الفضلات، وأهمها الصناعات الغذائية
وصناعة الورق، التي تصب في الماء كميات كبيرة من الأجزاء النباتية والحيوانية..
وتفكك هذه الفضلات العضوية بفعل الجراثيم يستنضب الأكسجين من الماء، مؤدياً إلى
مشكلات كبيرة، ولاسيما بقضائه على الأسماك والحياة المائية، وتوليده شروطاً مناسبة
للتلوث الإنتاني.
ومنها العوامل الحية.. وأهمها الجراثيم والفيروسات وسائر الأحياء
المجهرية التي يمكن أن تحدث المرض. وهى تدخل الماء مع القاذورات المنزلية أو مع
بعض الفضلات الصناعية، ولاسيما تلك التي تتعلق بالدباغة والمذابح.
ومنها المخصبات النباتية.. وهي تلك المواد التي تنشط نمو النبات، وهي
كذلك من مدنسات الماء الرئيسية، وأهم عناصر التلويث فيها النتروجين والفسفور، ولو
أنه قد توجد آثار زهيدة من بعض العناصر الأخرى، وتنصب هذه العناصر في الماء آتية
مع القاذورات أو بعض الفضلات الصناعية أو ما ينزح من الأراضي المسمدة والتربة
الغنية بالنترات، ولا تفلح معالجة الماء البيولوجية للتخلص من الفضلات في إزالة
هذه المغذيات النباتية من الماء.. بل إنها
[1] ولعل أهمها المبيدات الحشرية، كالـ د. د. ت، والدي إيلدرين
والكلوردان، وغيرها مما يستعمل في إبادة الهوام (الآفات) الزراعية.