تجعلها أكثر قابلية للاستعمال من قبيل النباتات المائية، وبذلك تقوم
بتخصيب هذه النباتات المائية من طحالب وغيرها، مما يولد مشاكل جسيمة، ويجعل طعم
الماء غير مستساغ ورائحته غير مقبولة، فضلا عما يحدثه النمو البالغ لهذه النباتات
من استهلاك للأكسجين.
ومنها ازدياد استعمال الماء في عمليات التبريد الصناعية، وهو يؤلف
نوعاً جديداً من التلوث، فهذه الكميات الهائلة من المياه المستعملة للتبريد في
محطات توليد الكهرباء وتكرير النفط والصناعات البتروكيميائية، تعود إلى البحيرات
أو الجداول أو المياه الشاطئية التي اشتقت منها فترفع حرارة الماء، وذلك يؤدي إلى
إنقاص ذوبان الأكسجين في الماء مما ينقص تفكيك الملوثات المستهلكة للأكسجين، ويضعف
من تغذية الأسماك والأحياء المائية؛ ومن جهة أخرى قد يكون للماء الساخن تأثير
مباشر على هذه الأحياء بتغيير بيئتها الفيزيائية مما يضعف تكاثرها. ثم إن سخونة
الماء تسرع التفاعلات المستهلكة للأكسجين.
أمراض التلوث:
قال سائل آخر: فما الأمراض التي تنقلها هذه المياه الملوثة؟
تدخل شخص يظهر عليه سيما الأطباء، فقال: كثيرة هي الأمراض التي تنتقل
بالماء الملوث، ولاسيما تلك التي تسببها بعض الجراثيم أو الطفيليات التى تحتوي
عليها فضلات الإنسان المريض، وفي مقدمتها الحمى التيفية [ التيفود ] وداء
البلهارسيا، وداء الديدان الشصية [الملقوات، أو الانكيلوستوما] وسائر الديدان.
سأل سائل: كيف تنتقل الحمى التيفية عبر المياه الملوثة؟
قال: جراثيم التيفود تكون في أمعاء الإنسان ودمه وبوله، فاتصال بول
المصاب بها أو اتصال برازه بالماء، يمكن أن يؤدي إلى نقل جراثيمها إن كانت فيه.
وقد كان الماء من أهم وسائل نقل هذا المرض وانتشاره في الناس قبل
اتخاذ الوسائل الحديثة لتطهيره ومراقبته في البلدان الراقية، ولكنه مازال عاملا
مهما في نقلها في البلدان