قلت: فلم علقت هذه الصورة هنا؟
قال: لتمتلئ بها قلوب من يدخل هذه القاعة، فإذا خرجوا منها خرجوا، وهي تعيش في خيالهم.. ومن خيالهم تقوم على أرضهم.
قلت: ولكن.. ما علاقتها بالصحة.. أليس هذا مستشفى؟
قال: وماذا يعالج المستشفى؟
قلت: الإنسان.
قال: وأين يعيش الإنسان؟
قلت: كل إنسان يعيش في بيئة معينة.
قال: وهل لصحته علاقة بتلك البيئة؟
قلت: أجل.. فمن يعيش في هذا الوسط الذي تمثله هذه الصورة سيعيش مرتاحا سعيدا.. ولا أحسب إلا أن أمراضا كثيرة ستنفر من مثل هذا.
قال: فقد أدركت ـ إذن ـ قيمة الوسط في الصحة، فلذلك من الخطأ أن تداووا العلل بمداواة الأجسام، وتغفلون عن بيوت العلل ومساكنها.
قلت: فأين تسكن العلل؟
قال: في المياه، والطرقات، والبيوت، والملابس، والمطاعم.. وغيرها.
قلت: فماذا يفعل أطباء هذه القاعة؟
قال: يقومون بتوعية الناس وتعليمهم وتدريبهم على طهارة المحيط بمبادئها وتفاصيلها.
^^^
رأيت أبوابا كثيرة تمتلئ بها باحة هذه القاعة، فسألت المعلم عنها، فقال: هذه الأبواب تؤدي إل القاعات المختصة بالتدريب على طهارة المحيط.