قال: لا.. سنقتصر على إطلالة
خفيفة على أربعة منها، اخترناها لأهميتها الكبرى.
قلت: فما هي؟
قال: طهارة المياه، وطهارة
الهواء، وطهارة الغذاء، وطهارة الإيواء.
طهارة المياه
دخلنا القاعة الأولى، وقد كتب
على بابها قوله تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا
يُؤْمِنُونَ﴾ (الانبياء:30).. وقد كانت أصوات خرير المياه تنبعث من جدارنها
التي اكتست بألوان المياه العذبة، فكان مشهدا حيا امتلأت نفسي له حياة وسعادة.
قلت للمعلم: أهذه قاعة المياه؟
قال: أجل.. فالمياه من نعم الله
الكبرى على عباده، وطهارتها تقي الإنسان من كثير من العلل، ألا تعلم أن أكثر جسمكم
ـ معشر بني آدم ـ من الماء؟
قلت: أجل، فنحن نسبح في وسط محيط
من المياه.
قال: وتعيشون في وسط محيطات من
المياه، فإن حافظتم عليها حافظتم على وجودكم، وإن فرطتم فيها فرطتم في صحتكم
وعافيتكم، بل هددتم وجودكم.
في وسط القاعة رأيت رجلا يظهر
عليه الوقار الذي يبثه القرآن الكريم في قارئيه ومتدبريه، فقلت للمعلم: من هذا؟
قال: هذا الرجل هو مدير هذه
القاعة، والمسؤول عنها.
قلت: ولكني أرى عليه سيما القرآن
الكريم التي تمتلئ بها وجوه قارئيه.
قال: أجل.. ولأجل ذلك جعل مديرا
لهذه الدار.. فللماء علاقة كبيرة بالقرآن الكريم..
سمعت الرجل، وهويقول ـ مخاطبا
الجموع الملتفة حوله ـ: لقد أو لى القرآن الكريم أهمية كبيرة للماء، فقد ورد ذكره فيه 49 مرة، وامتن الله به على
عباده ذاكرا وجوه الحكم في