قال الفقيه: هذا من الجرائم التي يعاقب فاعلها بكل ما يراه الإمام من
صنوف التعزير، زيادة على تعويض الفتاة على ما أصابها من أضرار نتيجة هذه العملية.
قال السائل: ما دليل هذا؟
قال الفقيه: الأمر في هذا لا يختلف عما ذكره الفقهاء من تضمين الخاتن
إذا ما تسبب في الإضرار بالمختون، فقد اتفق الفقهاء على تضمين الخاتن إذا مات
المختون بسبب سراية جرح الختان، أو إذا جاوز القطع إلى الحشفة أو بعضها أو قطع في
غير محل القطع.
نهض السائل، وقبل رأس الفقيه، ثم مر على الطبيب وقبل رأسه.
قلت للمعلم: ما الذي دعا السائل إلى تقبيل رأسي الفقيه والطبيب؟
قال: من عادة أهل هذا المستشفى أن يفعلوا هذا مع من صحح لهم خطأ، أو
بين لهم حقا.
قلت: فالسائل المعارض قد سلم بما قالا إذن؟
قال: لولم يسلم لما فعل هذا.
طهارة المحيط
دخلنا القاعة الثانية، وهي
القاعة المختصة بطهارة المحيط، وقد كانت قاعة في منتهى النظافة والجمال، وقد علقت
فيها صورة كبيرة لمدينة طاهرة ذات شوارع نقية، وأرصفة واسعة، ومساحات خضراء، ومياه
مترقرقة عذبة.
قلت: الله.. ! ما أجمل هذه
المدينة.. ما أحلى أن يعيش الإنسان في مثل هذا الجو؟ إن منظرها وحده كاف لملء
النفس بالبهجة التي تقتل الداء، وتنزل الشفاء.
قال لي المعلم: هذه الصورة هي
صورة للمحيط الذي أمركم الله بتحقيقه في واقعكم.. وهو الذي جاءت التشريعات
المختلفة لتخدمه.