بينما نحن كذلك إذ مر
علينا رجل ينادي في الجموع:(سلوا الله العافية.. سلوا الله العافية)
قلت للمعلم: من هذا؟
قال: هذا الممرض
مكلف بهذه المهمة.. فهو يحذر من التعرض للبلاء.. ويدعوإلى سؤال العافية.
قلت: ولم يشغل نفسه
بهذا؟.. فلا أظن الناس محتاجين لمن يذكرهم بهذا.
قال: هو يحيي سنة
من سنة المصطفى a بذلك.
ضحكت، وقلت: أقوله
هذا سنة.. هو لا يأمرهم بإعفاء اللحية، ولا بتقصير القميص.
قال: أجل.. ألم يكن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يحض أمته على طلب العافية؟
قلت: بلى، فقد كان
يقول:(سلوا الله العافية، فما أعطى أحد أفضل من العافية إلا اليقين)[1]
قال: وقد عاد a رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه) قال:(نعم، كنت أقول:
اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(سبحان الله لا تطيقه، ولا تستطيعه، فهلا قلت: ﴿ رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ ﴾ (البقرة:201)، قال:
فدعا اللّه فشفاه[2].
وقال على مرة أمام
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:(اللهم إنى أسألك الصبر)، فقال a:( لقد سألت الله البلاء فسله العافية)[3]