بل قد ثبت علميا أن تسعين في
المئة من الذين يفقدون أسنانهم لواهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل
الأوان، وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى
الدم.. ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضا كثيرة، وأن المضمضة تنمى بعض العضلات
في الوجه وتجعله مستديرا.. وهذا التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل
لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في الجسم.
قال الفقيه: أما السنة الثانية،
فهي السواك، فهو من السنن التي وردت بها النصوص الكثيرة، بل ربطه a بالعبادات، فقال:(لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)[1]، وفي رواية:(عند كل وضوء)
بل كان a (لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا
تسوك قبل أن يتوضأ)[2]، وكان a (إذا دخل بيته بدأ بالسواك)[3]، و(كان إذا قام من الليل يشوص
فمه بالسواك)[4]
وهذه المشروعية تشمل الصائم
والمفطر، فكلاهما يحتاج إلى تحصين فمه من أساب العلل، فعن عبد الرحمن بن غنم قال:
سألت معاذ بن جبل: أتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم! قلت: أي النهار؟ قال: غدوة أو عشية!
قلت: إن الناس يكرهونه ويقولون إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من
ريح المسك؟ قال: سبحان الله! لقد أمرهم بالسواك، وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا
أفواههم عمداً ! ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شر)[5]