قال الطبيب: لقد ورد في الطب
أحاديث جميلة عنه[1]، ولوأنكم تمسكتم بهذه السنة
لأغلقتم العيادات الكثيرة التي تفتحونها لطب الأسنان، بل.. ولو تمسكتم بحرفية
النصوص وظواهرها لما اضطررتم إلى اشتراء تلك الأنواع التجارية المختلفة من من
معجونات الأسنان، وما يقوم بخدمتها من أنواع الفرشاة.
صحت: أأنت طبيب، وتقول هذا؟
قال: وما لي لا أقوله؟ إن
المخاطر التي تنجر من تلك الأنواع المختلفة من المعجونات لا تقل عن مخاطر التسوس
نفسها.
قلت: كيف هذا؟
قال: دعك من كيف وأخواتها..
واعلم أن كل مركب صناعي لا يحوي من المنافع إلا بقدر ما يحوي من المضار.
قلت: بين لي هذا.. وما تقول
الدراسات في ذلك؟
قال: لا شأن لك بما تقول
الدراسات.. ولكني سأسألك سؤالا: لوخيرت بين لحم ضأن يعيش في المروج، ويشرب المياه
العذبة، وبين لحم صنعته المعامل، وأضافت إليه من النكهات ما أضافت، فأي اللحمين
تختار؟
قلت: لا شك في أني سأختار لحم
الضأن.
قال: فكذلك الأمر مع السواك
والفرشاة.. فالسواك فرشاته ومادته تنبتان في البرية تتنسمان الهواء العليل، ولا
تنضجهما المصانع الممتلئة بالدخان القاتل.
قلت: مالك يا فلان؟.. كيف تقارن
بين المعجون الذي أشرف على مقاديره أطباء مختصون، والفرشاة التي صنعتها الأنامل
الرقيقة لتداعب الأسنان بلطف وحنان، بالسواك
[1] استعمال السواك لنظافة الفم وصحته، دراسة سريريه وكيميائية،
د. محمود رجائي المصطيهي- د. احمد عبد العزيزالجاسم، د. إبراهيم المهلهل الياسين-
د.- أحمد رجائي الجندي، د. لاحسان شكري، الكويت.