قال: فقد ربط a في
هذا النوع من الطهارة بين الطهارة الحسية للفم، والطهارة المعنوية بدلالة رضى الرب..
وهكذا، فالجسد الطيب أرض طيبة للروح الطيبة.. ولهذا أمر إبراهيم u بتطهير البيت ليصلح للعبادة، فقال تعالى:﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ
وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾(البقرة:125)
قالوا: فهمنا ذلك، فكيف يساهم الوضوء في تنقية الأعضاء من العلل
الحسية؟
الفم:
قال: لنبدأ بالفم.. فالفم هو المدخل الرئيسي لأعضاء الجسم الداخلية،
ويمكن إدراك المخاطر التي يمكن أن تصيب هذه الأجهزة، سواء الجهاز التنفسي العلوي
أو الرئتان أو الجهاز الهضمي إذا ما أصيب الفم.
بل إن الجهاز العصبي المتصل بالأسنان وبمنطقة الوجه يمثل خطورة كبيرة
على الإنسان إذا هو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبي المركزي الرئيسي (المخ) لذا
كانت آلامه لا تحتمل.
قال الفقيه: لقد سن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم للفم سنتين، أو لهما المضمضة، فقال a:( إذا توضأت فمضمض)[1]، وقال:(مضمضوا من اللبن، فإن له
دسماً)[2]
والسنة الثانية..
قاطعه الطبيب قائلا: رويدك يا شيخ.. لنتحدث أو لا عن هذه السنة.. فقد
ثبت أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات ومن تقيح اللثة، وتقى الأسنان
من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها.