نهض طبيب، وكأنه وجد شيئا يفكر
فيه، وهويقول: ما شاء الله.. أتدرون الإشارات التي يحملها هذا الحديث من لفظة
الخطايا؟
قالوا جميعا، وقد اختلطت
أصواتهم: لا نعلم من الخطايا إلا الذنوب.
قال: نعم.. هذا صحيح.. ولكن
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعبر تعبيرا بليغا وجميلا عن
أثر الوضوء في تنقية الجسد.
قالوا: كيف ذلك؟
قال: لو أبدلنا لفظة الخطايا
الواردة في الحديث بلفظة:(الميكروبات والجراثيم) لوجدنا المعنى صحيحا.
قالوا: أتريد أن تبدل حديث
المصطفى a؟.. ألم يقل a:( من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من
النار)[2]؟
قال: لا تعجلوا علي.. فأنا أضعف
شأنا من أن أستدرك على معلم الإنسانية وطبيبها، ولكني أقول: إن الخطايا التي تنخر
الروح لا تختلف عن الميكروبات التي تنخر الجسد.. وكما أن الطهارة تنقي الروح، فهي
كذلك تنقي الجسد.. فكأنه a
يربط بين الطهارة من القاذورات المسببة لعلل الأجساد، والطهارة من الذنوب المسببة
لعلل القلوب، وهو ربط بين الطهارة الحسية والمعنوية، فلا يصح الإنسان إلا بصحة
جسده وروحه.
قالوا: كيف ذلك؟
قال: ألم يقل a:(
السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)[3]؟