رأيت ثلاثة أركان، وفي كل ركن مجموعة من الأطباء، سألت المعلم عنهم،
فقال: هؤلاء أطباء يتوزعون على أنواع الطهارة الحسية المتعلقة بالإنسان، والتي
جاءت التشريعات المختلفة تحث عليها.
قلت: فما هي؟
قال: الطهارة الخاصة، وهي التي يمثلها الوضوء، والطهارة العامة..
ويمثلها الغسل، وخصال الفطرة.
قلت: كل هذه الأنواع منصوص عليها في كتب الفقه.
قال: وهي منصوص عليها كذلك في كتب الطب.
قلت: آلله شرعها لنا لحفظ أجسادنا؟
قال: ولحفط أرواحنا، فالروح الطيبة لا بد لها من الجسد الطيب.
قلت: ولكن الله ربطها بالشعائر التعبدية.. فالطهارة شرط للعبادة..
ولهذا اشترطت الشريعة النية في الطهارة.. ولا يصح أن ننوي حفظ أجسادنا.
قال: لا يصح أن تفرد جسدك وحده بالنية، فتصبح عبدا لجسدك..
قلت: بل لا يصح اعتباره في النية مطلقا.
قال: ومن قال ذلك؟
قلت: ألا يضر ذلك في سلامة التعبد لله؟
قال: لا يضر ذلك ما دام الله هو الذي أمر بذلك.. وما دمت تعتبر جسدك
أمانة الله عندك