رأيت بابين داخل باحة الطهارة،
فسألت المعلم عنهما، فقال: للطهارة ركنان أساسيان، هذان الباب يمثلان حقائقهما
ومعانيهما، وفيهما يتدرب الأصحاء والمرضى.
قلت: فما هما؟
قال: طهارة الإنسان، وطهارة
الوسط الذي يعيش فيه الإنسان.
قلت: فما وجه هذا التقسيم؟
قال: فهم وجه كونهما ركنان يسير،
فباستقراء التشريعات المختلفة في هذا الجانب نجد أنها تتعلق بالإنسان، أو بالوسط
الذي يعيشه الإنسان.
قلت: كيف ذلك؟
قال: عندما ندخل إلى هاتين
القاعتين ستعرف سر ذلك.
طهارة الإنسان:
دخلنا القاعة الأولى، وهي القاعة
المختصة بطهارة الإنسان، قال لي المعلم: لم تكتف الشريعة بمصادرها المختلفة بالحض
على النظافة، وأنواع التطهر، وإنما شرعت لذلك الشرائع المختلفة، بل ربطتها
بالنواحي التعبدية، بل جعلتها مفاتيح لأنواع التعبدات.
قلت: ولهذا نجد فقه الطهارة أول
ما يتعلمه طالب الشريعة، فهو أول الأبواب الفقهية.
قال: بل نجد الحض على التطهر
وتشريعاته منصوصا عليه في القرآن الكريم، مع أن عادة القرآن الكريم في كثير من
القضايا الإجمال لا التفصيل:
فالله تعالى ينهى عن معاشرة الحائض،
ويعلل ذلك بالأذى الذي يتنافى مع الطهارة، قال تعالى:﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ قُلْ هو أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾ (البقرة:222)
قلت: ومن هذا الباب نهيه a أن يبيت النائم، وفي يده شيء، قال a:(من بات وفي