دخلنا القاعة الثانية من قاعات
الوقاية، فرأينا لافتة مكتوبا عليها قوله تعالى:﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ
يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ (التوبة:108)
قلت للمعلم: أهذه القاعة التي
يتدرب فيها الأصحاء والمرضى على الطهارة؟
قال: أجل.. على الطهارة، وحب
الطهارة.
قلت: حب الطهارة.. ما علاقة الحب
بهذا؟
قال: لا إخلاص إلا في الحب..
فلذلك من أحب الطهارة أخلص في التعامل معها.
قلت: لا أفهم سر وجود النجاسة في
الكون، ألم يخلق الله تعالى كل شيء في الكون طاهرا لم يتدنس بأي أذى يجعل من
منفعته مضرة، ومن مصلحته مفسدة.
قال: أجل.. ولكن التغير والتحلل
الذي يحدث في الأشياء يجعلها عرضة للفساد الذي تنتج عنه الأمراض والأوبئة، لذلك
وردت النصوص الكثيرة مطالبة بالحفاظ على الطهارة، طهارة كل شيء: الإنسان، والهواء،
والماء، والفضاء..
قلت: لم؟
قال: لأن أي تنجس للإنسان أو
الوسط الذي يعيش فيه يجعله مرتعا خصبا للأمراض والعلل النفسية والجسدية، الفردية
والاجتماعية.
ولهذا أمر الله نبيه إبراهيم u أن يطهر بيته، لأن البيت المتنجس لا
يصلح لعبادة الله، فقال تعالى:﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ
الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ
وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ (الحج:26)